إن النطاق الهائل لانتشار وباء "كورونا" المستجد "كوفيد -19" والتعقيدات المصاحبة له وتأثيره الاجتماعي والاقتصادي أصبح الآن أمراً جليّاً تماماً. فقد دفعت هذه الأزمة المباغتة قادة الصناعة بالمنطقة إلى إعادة النظر في نموذج سلسلة الإمداد العالمية لديهم والعمل على تحويلها. وفي الوقت الذي لا يزال التأثير الكامل للأزمة مجهولاً، فمن المرجح أن تُمنى محاولات العديد من الشركات المتعثرة للتعامل مع الأزمة بشكل فعال بفشل ذريع، لاسيما فيما يتعلق بتبني مصدر إمداد محلي، الأمر الذي سوف يضر بالنسيج الاقتصادي لكل دولة. وعلاوة على ذلك، لم يعد بوسعنا أن نتوقع من الحكومات معالجة أزمة بهذا النطاق الواسع والقدوة بشكل منفرد، إذ يتطلب ذلك اضطلاع أطراف متعددة بأدوارها على امتداد منظومة الأعمال كافة، وعن طريق تضافر جهود الأجهزة الحكومية والقطاع الخاص والمؤسسات المجتمعية من أجل دعم الاقتصاد بشكل عام خلال هذه الظروف القاسية.
تعرض العالم لصدمة في الربع الأول من عام 2020 بسبب وباء عالمي سيكون له أبعاد تاريخية، فقد انتشر فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) بشكل سريع إلى جميع أنحاء العالم، مما أدى إلى حدوث اضطراب كبير في النشاط الاقتصادي.
تبرز أزمة تفشي فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19) أهمية إعادة توزيع وتأهيل القوى العاملة في الشركات، هو ما قد نحتاج إليه للمساعدة على استمرار الأعمال والحياة على مستوى العالم، ولكي يحدث ذلك، تحتاج الشركات إلى الانتقال من الوضع التفاعلي الذي تسببت فيه هذه الأزمة غير المسبوقة، إلى التفكير بطريقة مبتكرة واتخاذ إجراءات استباقية تتماشى مع الوضع العالمي الجديد.
«هل أنت تمزح؟ هناك أنياب في الطرف الآخر» هذه العبارة التي وردت في فيلم الرسوم المتحركة «كتاب الأدغال»، الذي أنتجته شركة «والت ديزني» الشهيرة في عام 1967.